من يتابع هذا الفضاء و يقرأ حرب المدونين فيما بينهم ، و ير ى كيف أن كل فريق يدافع عن زعيمه( وزيره، أو جنيراله) ، في غياب كامل لمراعاة مصلحة الدولة و لا القانون و لا العدل،... فإنه يتأكد أن البلد تحول إلى ساحة لصراع أشبه باشتباكات عصابات المافيا: كل وزير، كل جنرال ، كل أمين عام، كل مدي مؤسسة حكومية يكتب على حساب ما تحت يده من مقدرات البلد شيشاطة غوغائية و أحيانا من بينهم متعلمين لا وظيفة لهم سوى الهجوم على خصوم مشغلهم في هذه المهمة القذرة أو التصدي للهجمات الغوغائية التي تستهدف من أولئك الخصوم!
و إذا كان هذا هو واقع حال الأشخاص و الشخصيات الذين يسيرون شؤون البلد ، أو تولوا إدارات بالغة الحساسية فيه من قبل ، و إذا كان أي تحريك لملف فساد محكوم عليه من الآن فصاعدا بأنه استهداف لشخصية بعينها ، و إذا كان أي تصرف من أحد المسؤولين يعتبر مسبقا ، كتواصل مع شخصية سياسية معارضة مثلا، إشارة تحذير و تهديد ، و إذا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية المبرمجة نهاية 2029 قد حسمها فئوي في جنوب البلاد ، و المرشح لخلافة الرئيس الحالي قد حسمها قبلي- عسكري ، و إذا كان ثالث يعمل بكل تقنيات الكيد لتصفية الأول و الثاني قبل تلك اللعبة... و إذا هذا الصراع يجري على المكشوف كما نقرأه في حروب جيوش التدوين، في ظرف تخنق مؤسسات النقد الدولي بلادنا، و يتفشى بين شبابنا و أطفالنا المخدرات و حبوب الهلوسة، فيما الآلاف منهم هربوا من هذا الجحيم إلى فجاج الأرض ، بينما تتدفق علينا موجات طوفان الهجرة غير الشرعية، و داخل شعبنا سماعون لهؤلاء المهاجرين يعملون كفريق النمل لتوطينهم و تجنيسهم، و أوروبا تدفع بكل جهدها لفرض بلدنا مكبا لهم و سدا بينها و بينهم، و مليشيات العنصريين تنشط على نحو غير مسبوق لتمزيق كل روابط الوحدة الوطنية، و النيران تأكل جيراننا في الشرق ، و على وشك الاندلاع في الشمال و الجنوب... و أهل زنجبار غارقين و تائهين في أوهامهم ... و غبائهم، فإلى أين نسير ؟ و ما مصيرنا بعد سنة و بالأكثر بعد سنتين!!!
محمد الكوري ولد العربي يدون




